مفتاح #السعاده
 |
مفتاح #السعاده |
ما الذي يجعلك سعيداً؟
ربما
يقول أحدهم المال سيجعلني في قمة السعادة، وآخر يدّعي الحصول على شهادة عليا، وآخر
يدّعي زوجة جميلة، وآخر أبناء يحيطونني من كل جانب، وآخرون يحلمون بما في أيدي
الآخرين!.
وهكذا
دوامة الإدّعاءات الباطلة التي لا تُغني ولا تُشبع من جوع، فقط أحلام لا أساس لها،
وللأسف يعيشها أكثر من
70% ممن يقطنون سطح الكرة الأرضية، هم لا يبحثون عن حقيقة
السعادة وكيف يُشيعونها في جنبات حياتهم، وبالرغم من ذلك يدّعون السعادة!.
لقد عشت
باحثاً عن السعادة، وتنقلت في بلاد كثيرة وعواصم لا حصر لها لأعثر على السعادة، وكنت
أظن أن "السيدة سعادة" يمكن أن أجدها في أحد الأحياء الراقية أو المدن
العريقة، لكنني كنت واهماً في ظني، فبحثت عن أناس يضحكون كثيراً لعلي أجد عندهم
السعادة، لكنني اكتشفت أنّ غالبيتهم إنما يضحكون من المصائب الكبيرة التي حطّت على
رؤوسهم!.
كان لي
صديق دائم التذمر بكل ما يحيط به، فلا البيت الذي يقطنه جميل، ولا الملابس التي
يرتديها تعجبه، ولا هو سعيد بصحبة أصدقائه، حتى أنه عندما ينظر في المرآة تزداد
كآبته وحزنه!، قال لي يوماً أنه عازم على السفر إلى بلاد غربية علّه يجد السعادة،
فقلت له : "يا صديقي، ثق بي، فلن تجد السعادة أبداً" قال لي : "كيف
تقول ذلك؟" قلت له : "المشكلة لا تكمن في البلاد التي تقطنها، أو الناس
الذين يحيطون بك، ولا حتى وجهك الجميل الذي لا ترى فيه إلا أنه قبيح، المشكلة فيك
أنت!!.".
خطواتك
نحو ما تحب هي السعادة، أن تسير في طريق تحبه وترضى به هو قمة السعادة، هل قمت يوماً
بأعمال تجعلك تعيساً وأنت غير راضي عنها، وقلت في نفسك أنك سعيد؟!.
هل مارست
عملاً لا تنجز فيه شيء حقيقي، لكنك مضطر له للحصول على راتب نهاية الشهر وقلت أنك
سعيد؟!.
هل ظننت
أنّ زوجتك لا تفهمك فهي لا تلبي طلباتك الكثيرة وانتقاداتك التي لا تتوقف عن كل
شيء تفعله، وقلت أنك سعيد؟!.
هل اتهمت
الناس المحيطون بك بأنهم لا يفهمونك ولا يراعوا مشاعرك، وقلت بعد ذلك أنك سعيد؟!.
هل فعلت
ما تفعله دائماً حتى لا تسمع انتقادات الآخرين وتذمرهم منك، وادّعيت أنك سعيد؟!.
السعادة
هي اللحظة التي بين يديك، لا تنتظرها لأنها ليست محطة عليك السفر إليها، والسعادة
هي الرضا بكل ما تفعله في حياتك، والسعادة هي أن تحب نفسك كما أنت وتحب الآخرين
كما هم، والسعادة هي أن تكون أنت.
تمنياتي
لك بسعادة دائمة لا تنقطع عن حياتك الرائعة على كوكب الأرض.
