أخبرني
أحد أصدقائي بأنه تخيّل بالفعل ما سيكون عليه قبل عشرين عاماً، فهو يرى نفسه كاتباً
ومؤلفاً له أعمال وإسهامات كبيرة وصاحب قلم متميّز، وهو الآن يتمتع بكل هذه
الميّزات التي تخيّلها وآمن بها يوماً ما.
وأنت
عزيزي القاريء كيف ترى نفسك بعد خمس أو عشر أو عشرين عاماً من الآن؟
هل تهمُّك
حياتك وطريقة الوقت الذي تُنفقه على الكرة الأرضية؟
أنا
أدعوك لتتخيّل الأدوار التي تريدها في الحياة :
كيف ترى نفسك مهنياً؟
هل ترى
نفسك مديراً في شركة كبيرة؟
هل ترى
نفسك رجل أعمال ناجح وقائدٌ مُلهم يعقد الصفقات ويدير شركات متعددة؟
كيف ترى
نفسك، هذا ما عليك أن تُحدّده أولاً.
كيف ترى نفسك مع عائلتك؟
هل
تتخيّل مقدار السعادة التي تُحيط بك والأوقات الرائعة التي تقضيها مع زوجتك
وأولادك؟
هل
تتخيّل البيت الذي تسكنه، غرفتك وغرفة أطفالك، وغرفة المعيشة والحديقة الجميلة
التي تنثر عبق روائحها الزكية على أرجاء البيت؟
لما لا
تكتب ذلك؟
كيف ترى نفسك إجتماعياً؟
هل
تتخيّل نفسك محاطاً بوالديك وإخوتك، ومستمتعاً بما تفعله معهم؟
هل
تتخيّل من هم أصدقائك الذين تفخر بهم، ويهمك أن تقضي وقتك معهم؟
هل
تتخيّل الدور الذي تقوم به من أعمال يعود نفعها على المجتمع والبيئة؟
لعلك
أدركت أهمية التخيّل وأن علينا أن نمارس هذه اللعبة ونستمتع بها، لكن هل انتهى كل
شيء، بالطبع لا، هناك الدور الأهم الذي علينا فعله وهو :
أن نضع كل ما تخيّلناه في الفعل، والفعل فقط.
لا أحد
يتخيّل شيئاً ثم يخلد للنوم في المساء على أمل أن يتحقق ما تخيّله قبل النوم، فهذا
لن يحدث أبداً، ولن يُقدمك خطوة واحدة للأمام، ومهما عشت في الخيال، فقوة الخيال
الذي رسمته لحياتك يكتسب كل المعاني الحقيقية على أرض الواقع عندما تبدأ الخطوة
الأولى على الأرض.
أتمنى لك
خيالاً لا يحدّه شيء، وعملاً لا يوقفه شيء.
ميسون